Thursday, March 21, 2013

أم تخاطب ابنها و توصيه


ولدي العزيز ... في يوم من الأيام ستراني عجوزا ، غير منطقية في تصرفاتي ... عندها ، من فضلك اعطيني بعض الوقت و بعض الصبر لتفهمني ... و عندما ترتعش يدي فيسقط طعامي علي صدري ، و عندما لا اقوى على لبس ثيابي ، فتحلي بالصبر معي ... و تذكر سنوات مرت و أنا اعلمك ما لا استطيع فعله اليوم ...
إن لم أعد أنيقة و جميلة الرائحة ، فلا تلمني ، و أذكر في صغرك محاولاتي العديدة لاجعلك أنيقا جميل الرائحة ... لا تضحك مني إذا رأيت جهلي و عدم معرفتي لأمور جيلكم هذا ، و لكن ... كن أنت عيني و عقلي لألحق بما فاتني ... أنا من أدبتك ... أنا من علمتك كيف تواجه الحياة ... فكيف تعلمني اليوم ما يجب و ما لا يجب ؟!
لا تمل من ضعف ذاكرتي و بطئ كلماتي و تفكيري أثناء محادثتك ، لأن سعادتي من المحادثة الآن هي فقط أن أكون معك ... فقط ساعدني لقضاء ما احتاج إليه ... فما زلت أعرف ما أريد ...
عندما تخذلني قدماي في حملي إلي المكان الذي أريده ... فكن عطوفا معي و تذكر أني أخذت بيدك كثيرا لكي تستطيع أن تمشي ... فلا تستحي أبدا أن تأخذ بيدي اليوم ، فغدا ستبحث عن من يأخد بيدك ...
في سني هذا ، اعلم أني لست مقبلة علي الحياة مثلك ... و لكن ببساطة ... انتظر الموت ، فكن معي ... و لا تكن علي ...
عندما تتذكر شيئا من أخطائي ، فاعلم أني لم أكن أريد سوي مصلحتك ، و أن أفضل ما تفعله معي الآن ...
لا زالت ضحكاتك و ابتسامتك تفرحني كما كنت بالضبط ، فلا تحرمني ضحكتك

كنت معك حين ولدت ، فكن معي حين أموت ... احتويني و احتضني كما احتضنتك و أنت صغير ...

No comments:

Post a Comment