Friday, October 11, 2013

قصة حوار مع نملة !



إذ أحب سليمان الحكيم الطبيعة انطلق من وقت إلى أخر إلى حدائقه وأحيانًا إلى شواطئ النهر كما إلى الجبال والبراري، وكان يراقب بشئ من الاهتمام الحيوانات والطيور والأسماك حتى الحشرات، حيث يرى في تصرفاتها اهتمام الله بها وما وهبها من حكمة خلال الغرائز الطبيعية.

لفت نظره نملة صغيرة تحمل جزء من حبة قمح أثقل منها، تبذل كل الجهد لتنقلها إلى حجرٍ صغيرٍ كمخزن تقتات بها.

فكر سليمان في نفسه قائلًا: "لماذا لا أُسعد بهذه النملة التي تبذل كل هذا الجهد لتحمل جزءًا من قمحة؟ لقد وهبني الله غنى كثيرا لأسعد شعبي، وأيضًا الحيوانات والطيور والحشرات!"



أمسك سليمان بالنملة ووضعها في علبه ذهبية مبطنة بقماش حريري ناعم وجميل، ووضع حبه قمح... وبابتسامة لطيفة قال لها :"لا تتعبي أيتها النملة، فأنني سأقدم لكِ كل يوم حبة قمح لتأكليها دون أن تتعبي... مخازني تشبع الملايين من البشر والحيوانات والطيور والحشرات". شكرته النملة على أهتمامه بها، وحرصه على راحتها.

وضع لها سليمان حبة القمح، وفي اليوم التالي جاء بحبة أخرى ففوجئ أنها أكلت نصف الحبة وتركت النصف الأخر. وضع الحبة وجاء في اليوم التالي ليجدها أكلت حبة كاملة واحتجزت نصف حبة، وهكذا تكرر الأمر يومًا بعد يوم...

سألها سليمان الحكيم: " لماذا تحتجزين باستمرار نصف حبة قمح؟" أجابته النملة: "إنني دائمًا احتجز نصف الحبة لليوم التالي كاحتياطي. أنا اعلم أهتمامك بي، إذ وضعتني في علبة ذهبية، وقدمت لي حريرًا ناعمًا اسير عليه، ومخازنك تشبع البلايين من النمل، لكنك إنسان... وسط مشاغلك الكثيرة قد تنساني يومًا فاجوع، لهذا احتفظ بنصف حبة احتياطيًا. الله الذي يتركني أعمل واجاهد لأحمل أثقال لا ينساني، أما أنت قد تنساني! "

عندئذ أطلق سليمان النملة لتمارس حياتها الطبيعية، مدركًا أن ما وهبه الله لها لن يهبه الله لها لن يهبه إنسان!

No comments:

Post a Comment