Friday, October 18, 2013

عظة لنيافة آنبا ميخائيل مطران أسيوط بعنوان الرحمة الالهيه لكل البشر

عظة لنيافة آنبا ميخائيل مطران أسيوط بعنوان : الرحمة الالهيه لكل البشر           
ألقيت بفمة الطاهر بتاريخ 13/4/ 1990


مجداً و أكراماً للثالوث الاقدس الاب و الابن و الروح القدس أله واحد أمين
يهتف داود النبى فى مزاميره هتاف الابتهاج والفرح صارخاً ( قولوا بين الامم أن الرب قد ملك ) .. ، وقد وضع بيلاطس الوالى الرومانى لا فته فوق صليب مكتوباً عليها " يسوع الناصرى ملك اليهود " ...


  

يومئذ أحتج قادة اليهودى على تلك اللافته وفى رياءهم وخنوعهم قالوا للوالى : " ليس لنا ملك ٳلا قيصر" . رفضوا التبعيه للمسيح وفضلوا أن يكونوا مذلين تحت الاستعمار الرومانى .. وهذا ليس بجديد عليهم .
فحينما أخرجهم الرب قديماً من مصر بقياده موسى النبى و عبروا البحر الاحمر بالمعجزه الوحيدة فى التاريخ .. حينما ضرب موسى البحر الاحمر بعصاه وشقه الى نصفين .. ولما ظهرت الارض اليابسة عبر الشعب . وحينما وصلوا الى الشاطئ الأخر كان فرعون وجنوده فى أثرهم يتابعونهم وأذ دخل فرعون بمركباته وقواته عابراً باشاره سماويه أنطبق الماء وأختفت اليابسه وغرق فرعون وكل مركبته .. وتحرر الشعب وصاروا فى البريه ورغم هذا .. أشتاقت أجسادهم ونفوسهم الى مصر. ياترى ماذا فى مصر ليتطلعوا الية ؟ هل الى التوم و الكرات ! أقدار اللحوم مسأله غريبه وعجيبة .. تجاهلوا ونسوا الكرباج الذى كان يهوى على ظهورهم لكى يقوموا بعمليه البناء التى انغمسوا فى طينها وفى وحلها .. نسوا كل ألمذله وتذكروا فى طياشه أنهم قد حرموا من بعض الماكولات التافهه .. وهكذا يرددون ويصيحون أيضاً اليوم ( يوم الصليب) ليس لنا ملك إلا قيصر.. الحريه التى يتحرر بها الانسان من قبل الله ولكنه يعود " كالخنزير الى الحماة " نسوا خروف الفصح قديماً الذى كان يشير الى الحمل الحقيقى المرفوع على الصليب تجاهلوا النبوات و استسلموا لغطرستهم وكبريائهم .
اولئك القاده العميان كما قال عنهم يسوع لم ينظروا الى الحمل الحقيقى المرفوع على الصليب ولم يروا الملك الغالب الذى دخل المعركة لاجلهم لكى يحررهم لقد تثقل بالجراح والآلام ولنتطلع نحن الان الى المصلوب ماذا نرى فيه ؟ هو ملكنا .. على الصليب عرشه .. الخشبه التى رفع عليها المسيح وقد ثبتت يداه وقدماه بالسامير فوق ذلك العرش سالت الدماء غزيرة .. على رأسه تاج ( أكليل ) من شوك كل شوكة فيها مدببه كالحربه أنغرست تلك الأشواك القاسية فى جبين المخلص المشرق ! ..
سالت الدماء على وجهه .. لم يكتفوا بذلك طعنوه بحربه حاده فى جنبه.. نفذت الى قلبة وهكذا ايضاً تدفقت الدماء غزيرة ممزوجه بمياه النعمة التى نرتوى بها .
هذا هو الملك ! هزءوا به كثيراً قبل أن يرفعوه على الصليب .. البسوه ثوباً ارجوانياً أحمر .. ( ثوب له لون ملكى ) وأغمضوا عينيه ولطموه يميناً ويساراً فوق خديه وهم يقولون فى سخريه من لطمك؟ مين اللى ضربك؟ منتهى القسوة .. وامسكوه فى يمينه قصبه بدل من صولجان الملك ( القضيب الذهبى ) أمسكوه قصبه عصا .. مثلوا به أشر تمثيل .. يسوع يقول : " مملكتى ليس من هذا العالم " ..
أذن هو الملك ! ودخل المعركة لآجلنا .. لكى يستخلص الفداء لنا أى فداء هذا ؟ وأية تهمه التى حررنا منها ؟ كلنا نعلم أن أبانا أدم وأمنا حواء قد كانا فى الفردوس .. خالفا الوصية .. وقع عليهم حكم الموت . كانت هنالك شروط موضوعه فيما يشبة ( العقد ) أساسها المحبة بأن قال اللة لادم ( كل ثمار الشجر اللى قدامك تأكل منه ماعدا شجرة واحدة لا تقترب منها وأن خالفت موتاً تموت) ولكنه لم يطع الشرط الذى وضعة الرب وفعلاً لابد من تنفيذ الحكم ..
طرد الابوان الأولان من الجنه لما خالفا قول الرب .. وولدا بنين وبنات وأستمرت الاجيال تتعاقب الى أن جئنا نحن ايضاً . وبأسلوب بسيط لما نقول فية واحد ساكن فى بيت وخالف الشروط المتفق عليها فى العقد مع صاحب البيت اية اللى يحصل ؟؟ فمن حق صاحب البيت يطرد الساكن ! وأن مات ذلك الساكن فيما بعد هل يجئ أولاده ويقالوا للمالك .. اعدنا ثانيةً الى البيت .. لقد كان ابونا ساكناً فى هذا المكان .. هل يستطيع الورثه ان يستعيدوا مسكنهم مرة اخرى؟ ويقولوا له أن الذى خالف الشروط هو أبونا واحنا ابرياء .. بالطبع لأ .. الحكم يسرى على الجميع على الساكن الاول وكل من جاء بعده من نسله .. اذن لاحق لنا نحن فى العودة الى مكاننا الاول وهو الفردوس .
فكان من نصيب الانسان الاول ونسله أيضاً اجرة الخطية والحكم عليها  وللعوده مرة آخرى الى ذلك المكان الجميل لابد من اجراءات لسداد الديون وأسترضاء المالك وأستيفاء الدين أيضاً . وحتى اذا وافى الدين  فصاحب البيت قد أهين.
الله الذى صنع الانسان وخلقه على صورته ومثاله فى القداسه لكى يكون فاضلاً كاملاً فى النعمه قد تنازل عن هذة النعمة .. وخالف الوصية .. جنى على نفسة وعلى نسله .. الاباء أكلوا الحصرم وأسنان الابناء تضرست .. والحكم شمل الجميع . قد يقول الابناء : أبوانا أخطئوا لماذا نصير نحن مذنبين ؟ الحكم كان لابد منة .. وألانسان أصبح يجتاز الحياة فى مراره وألم يئن ويبكى وهكذا الخليقة كلها تئن وتتمخض معاً .. الاله الرحيم الذى يشفق على خليقتة حن عليهم .. أراد أن يعيدها الى مرتبتها الاولى ولكن لابد من أجراءات .. لابد من سداد دين العدل الالهى . الحكم صدر ولابد للانسان أن يدفع الثمن .. الانسان عاجز .. الخليقة كلها لاتستطيع أن تدفع الثمن .
اللة فى رحمتة يشفق علينا . اذن الرحمة الالهية لابد أن تدفع الثمن . اللة فى محبتة ورحمتة يتنازل ليدفع الثمن كما هو معلوم .. الحكم كان
( موتاً تموت ) ولو ظل الانسان مع أمتداد الازمان بمفردة يدفع الثمن لما أستطاع أن يوفى الحق الالهى نصيب من ( الاعتزار ) ومن التوبة .. عملية الدفع لابد أن تأتى ممن له أمكانيات أن يدفع وأن يسدد .. يكون مقتدراً كاملاً طاهراً قدوساً بلا عيب .
يجئ المسيح ويظهرفى الجسد مثلنا ليكون بديلاً عنا . أنساناً كاملاً إلهاً متجسداً ظاهراً فى صورة أنسان هو الذى يدفع الثمن ويكون بديلاً عن الانسانية الخاطئة المجرمة . لابد أن يكمل الدفع حتى النهاية .. لنسأل أنفسنا من منا يستطيع أن يقول أمام اللة وأمام ضميرة أنة منذ ولادتة والى اللحظة التى هو موجود فيها الان .. من يستطيع أن يقول أنة برئ طاهر! لم يرتكب أثماً ! لم يفكر فى خطيئة قط .. من يستطيع هذا ؟ أعتقد أنة مهما كابر الانسان ومهما إدعى البراءة والمسكنة ولكن عند هذا الموقف يكون عاجز عن تبرئة نفسة .. البشرية كلها أذنً لاتستطيع أن تقوم بعملية الفداء بدفع الدين .
القدوس الكامل الذى ظهر فى الجسد يخلى البشرية كلها جانباً .. وهو الذى يمثلها .. بدلاً أن أكون ( أنا وأنت ) والجميع مصلوبين على خشبة العار .. يعتلى المسيح بارادتة ( الاله المتجسد ) خشبة الصليب لكى يصلب بدلاً عنى أنا الذى يجب أن أصلب وكل منا لو قرر الحق كاملاً لقال وأنا ايضاً .. الملك الذى أسلم ذاتة بارادتة الى الصليب .. لم يقبض على يسوع قصراً ولم يصلب رغم أرادتة بل بكامل أرادتة .. لنتطلع قليلاً الى ذلك البستان حينما قُبض على يسوع . المؤامره كانت قد تمت ما بين ذلك التلميذ الاسخريوطى الخائن ومع قادة اليهود و رؤساء كهنتهم وجماعة الفريسين مقابل مبلغ من المال .. وليته كان كبيراً المبلغ .. ثلاثون من الفضة تقدر بـ 120 قرش . اتفق ذلك الانسان معهم وهو يعلم أين يوجد يسوع؟ أين مكانة؟ . هنالك فى بستان جسيمانى ماذا يعمل التلميذ الخائن ؟ ياخذ معة جند مدججين بالسلاح والعصى فى منتصف الليل .. لماذا لئلا يكون أحد هنالك من الجماهير الكثيرة التى كانت معجبة بيسوع ومتحمسة له فيتصدى لهم . ففى هدوء الليل توجهوا يسوع الى البستان وهو عالم بذلك قبل مجيئهم ويوقظ تلاميذة النائمين ويقول لهم اللى هايسلمنى هاهو يقترب منى أصحوا أستيقظوا لئلا يفاجأوا . جاء يهوذا العلامة المتفق عليها  قبلة زائفة يجئ يهوذا بالحرارة يحتضن يسوع ويقبلة . يسوع العالم بكل شئ يقول اؤلئك الجنود الذين جاءوا للقبض علية من تطلبون يقولون : يسوع الناصرى يجبهم يسوع ( أنى أنا ) هو وقع هذة الكلمات كان على نفوسهم أقوى من كل الاسلحة أذ بهم يضطربون ويرتبكون ويتراجعون الى الوراء بل يسقطون على وجوههم . يسوع الحنون فى لطف وفى محبة يقيمهم من سقطتهم ويسألهم ثانياً ( من تطلبون ) يقولون أيضاً يسوع الناصرى . ويجيب بسوع قد قلت لكم ( أنى انا ) هو ولو لم يترفق يسوع بهم ويلاطفهم لكانوا عادوا ادراجهم دون أن يقبضوا علية . ولكن يسوع أسلم نفسة اليهم بارادتة عالماً أنة أنما يذهب الى الصليب حيث تجرى منة دماء التطهير والغفران لكل العالمين .
يسوع القوى يسوع الكامل يسوع القدوس الذى دفع الثمن ( هكذا احب اللة العالم حتى بذل ابنة الوحيد لكى لايهلك كل من يؤمن بة بل تكون له الحياة الأبدية ) ذبيحة الصليب قائمة ودائمة فهل أتينا الى المسيح المصلوب مؤمنين ،وتائبين ، خاشعين ، وخاضعين ، وشاعرين بالدين الذى دفعة نيابة عنا أم اننا لازلنا فى جحودنا ؟ وكل يوم نلطخة بخطايانا ونصلبه بشرورنا وأثامنا .. كم من المرات وفى خلال اليوم الواحد ـ لنا من السقطات ومن الانكار لوصايا المسيح وربما لشخصة ايضاً .
يهوذا قد أخطأ وندم ولكنة أستسلم لليئس فشنق نفسة لانة رأى أن خطيئتة كبيرة جداً .. ربما نقول الم تكن لدية الفرصة فى التوبة .. أعتقد لا ؟ لانة قد أخطأ مع سبق الاصرار وكان واضعاً فى قلبة أنه لابد يسلم المسيح تجاهل تناسى محبتة المسيح معجزاتة قوتة قدراتة تجاهل هل هذا سمع كثير وكثيراً جداً من التعاليم ولكن أذانة كانها من الطين . الذى يسمع تأنيب الروح القدس فى أعماقة ويصر على خطيئتة قد تأتى ساعة ولايجد فى نفسة القدرة على التوبة فيستسلم لليأس ويبقى فى خطيئتة ويسلم نفسة لما هو أقصى من الشنق .. يسلم نفسة للعذاب الابدى .
هل نستيقظ ؟ وهل نستمع الى دعوة المسيح الملك الذى أعاد لنا فى معركة الصليب الفردوس والملكوت والامجاد السمائية . أنة واقف ومستعد أن يغفر لنا كل خطيئة فقط علينا أن ننحنى أمام الصليب وأن نخضع ونشعر بالندم . ولانخشى لوم الناس مهما كانت خطايانا .
إله المجد الذى دعنا الى ملكوتة الابدى فى المسيح يسوع هو يثبتنا فى أيمانة حتى النفس الاخير ولاسمة المبارك المجد والكرامة والسجود الى الابد امين.                 

1 comment:

  1. Best merit casino bonuses, welcome bonuses and - deccasino
    Best merit casino bonuses, welcome bonuses and welcome deccasino bonuses 바카라 사이트 and 카지노 Play for free now in casino with 100% up to R5,500 Bonus.

    ReplyDelete